سلسلة قول الأثبات في مسائل الصفات 32

ملحق بـ(حلقة 29) نفي أئمة السلف الكلي الذي تكون مصاديقه ذاتا ونفي لوازم الذات

  1. الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله (ت،150 هـ):
    • في الفقه الأكبر (ص:26): (ويتكلم لا ككلامنا، ويسمع لا كسمعنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، وهو شيء لا كالأشياء، ومعنى الشيء الثابت بلا جسم ولا جوهر ولا عرض، ولا حد له، ولا ضد، ولا ند، ولا مثل، وله يد، ووجه، ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه ، واليد، والنفس، فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته، أو نعمته، لأن فيها إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال، ولكن يده صفته بلا كيف، وغضبه ورضاه صفتان من صفات الله تعالى بلا كيف).
    • في الفقه الأكبر (ص: 68): (وليس قرب الله وبعده من طريق طول المسافة وقصرها، ولكن على معنى الكرامة والهوان، والمطيع قريب منه بلا كيف، والعاصي بعيد منه بلا كيف).
  2. الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت،204هـ):
    • قال في لمعة الاعتقاد (ص:10) عندما سئل عن الاستواء : (آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي في الادراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك).
    • قال (نقلا عن أقاويل الثقات “ص:121”): (آمنت بالله وما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وما صلى الله عليه وسلم).
  3. الإمام  عبد الله بن الزبير الحميدي (ت، 219هـ):
    • قال (نقلا عن تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي “3/414”): (وما نطق به القرآن والحديث مثل {وقالت اليهود يد الله مغلولة}، { والسموات مطويات بيمينه}، وما أشبه ذلك، لا نزيد فيه، ولا نفسره ، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة، ونقول: {الرحمن على العرش استوى}، ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي).
  4. الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام  (ت، 224هـ):
    • في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/526): (أخرج اللالكائي بسنده إلى عباس بن محمد الدوري، قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، وذكر عنده هذه الأحاديث: (ضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده)، و(قرب غيره)، و(الكرسي موضع القدمين)، و(أن جهنم لا تمتلئ فيضع لابك قدمه فيها)، وأشباه هذه الأحاديث، فقال أبوعبيد: هذه الأحاديث عندنا حق، يرويها الثقات بعضهم عن بعض، إلا إذا سئلنا عن تفسيرها، قلنا: ما أدركنا أحدا يفسر شيئا منها، ونحن لا نفسر شيئا منها، نصدق بها ونسكت).
    • وفي أقاويل الثقات (ص:177): (قال الخطابي: “كان أبو عبيد القاسم بن سلام وهو أحد أنهياء أهل العلم، يقول: نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني “).

قلت (أبومسلم) : قال الفيروزبادي في القاموس في مادة (ر،و،غ): (وأراغَ: أراد، وطَلَبَ،كارْتاغَ).

قلت: فلا نريغ لها المعاني أي لا نطلبها.

  1. الإمام يحيى بن معين (ت،233هـ):
    • في ذم التأويل (ص:21) لابن قدامة المقدسي رحمهما الله في حديث النزول: (قال ابن وضاح: كل من لقيت من أهل السنة يصدق به، وقال يحيى بن معين: “صدق به، ولا تصفه”، وقال: “أقرّوه، ولا تحدوه”).
  2. الإمام أحمد بن عمر بن سريج (ت،306هـ):
    • في كتاب العلو (ص:207) للحافظ الذهبي: (ابن سريج فقيه العراق، قال الإمام أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني: سألت أيدك الله “بيان ما صح لدي من مذهب السلف، وصالح الخلف في الصفات”، فاستخرت الله تعالى، وأجبت بجواب الفقيه أبي العباس أحمد بن مبر بن سريج، وقد سئل عن هذا، ذكره أبو سعيد عبد الواحد بن محمد الفقيه، قال سمعت بعض شيوخنا، يقول: سئل ابن سريج رحمه الله عن صفات الله تعالى: حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحدّه، وعلى الألباب أن تصف ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله، وقد صح عن جميع أهل الديانة والسنة زماننا، أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منه كما ورد، وأن السؤال عن معانيها بدعة، والجواب كفر وزندقة، مثل قوله: {هل ينظرون إلآ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}، وقوله:{ الرحمن على العرش استوى}، و{ وجاء ربك والملك صفا صفا}، ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية، والنفس واليدين والسمع والبصر وصعود الكلم الطيب إليه والضحك والتعجب والنزول، إلى أن قال: اعتقادنا فيه وفي الآي المتشابه من القرآن: أن نقبلها ولا نردها، ولا نتأولها بتأويل المخالفين، ولا نحملها على تشبيه المشبهين، ولا نترجم من صفاته بلغة غير العربية، ونسلم الخبر الظاهر، والآية الظاهر تنزيلها).

قلت (أبومسلم): جعل الإمام ابن سريج رحمه الله هذا النوع من النقولات الثابتة في القرآن والسنة من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، قال الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله}، والتي وجب السكوت فيها عملا بقول الله تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.

قلت: سيأتي حلقة مفصلة في المحكم والمتشابه نرفع بها كل لبس.

  1. الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة (ت، 311هـ):
    • نقلا عن (أقاويل الثقات “ص:62): (قال الإمام بن إسحاق بن خزيمة عندما سئل عن الصفات: لم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب، وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن يحيى، وابن مبارك، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف، يتكلمون في ذلك، وينهون أصحابهم عن الخوض فيه، ويدلونهم على الكتاب والسنة).
  2. الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت، 328هـ):
    • في شرح السنة (ص:31): (وكل ما سمعت من الآثار شيئا لم يبلغه عقلك، نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)، و(ينزل يوم عرفة)، و(ينزل يوم القيامة)، و(أن جهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه جل ثناؤه)، وقول الله تعالى للعبد: (إن مشيت إلي هرولت إليك)، وقوله: (خلق آدم على صورته)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت ربي في أحسن صورة)، وأشباه هذه الأحاديث، فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا، ولا تفسر شيئا من هذه بهواك، فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فسر شيئا من هذا بهواه وردّه فهو جهمي…).
  3. الإمام محمد بن حبان أبو حاتم البستي (ت، 354هـ):
    • قال في صحيحه (15/46): (… فإن سئلوا عن الوصف، قالوا: نؤمن به ولا نفسره، ولسنا بحمد الله ومنّه مما رمينا به في شيء، بل نقول: إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما خاطب أمته قط بشيء لم يعقل عنه، ولا في سننه شيء لا يعلم معناه، ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها، فقد قدح في الرسالة، اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها بل على الناس الإيمان).
    • وفي صحيحه (3/300): (صفات الله جل وعلا لا تكيّف، ولا تقاس إلى صفات المخلوقين، فكما أن الله جل وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين ، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه، ولم يجز أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات، والله جل وعلا متكلم كما يشاء بلا آلة، كذلك ينزل بلا آلة، ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان، وكذلك السمع والبصر، فكما لم يجز أن يبصر كبصرنا والأشفار والحدق والبياض، بل يبصر كما يشاء بلا آلة، ويسمع من غير آذنين وصماخين والتواء وغضاريف فيها، بل يسمع كيف يشاء، بلا آلة، وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة، من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين، كما يكيف نزولهم، جل ربنا أن تشبه صفاته شيئا من صفات المخلوقين).
  4. الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (ت، 371هـ):
    • في اعتقاد أئمة الحديث (ص:37): (…وخلق آدم عليه السلام بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف يداه إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف، ولا يعتقد فيه الأعضاء والجوارح ولا الطول والعرض والغلظ والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، وأنه ليس كمثله شيء، تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام).
    • في اعتقاد أهل السنة (ص: 43): (…وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل، ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف).

قلت أي أبومسلم: هذه مجموعة من النقول عن أئمتنا رحمهم الله تخرص كل من يتنطع ويتهمنا أننا لم نفهم كلام السلف، واننا مضطربون في هذا الباب، وهذا غيض من فيض سننقله نبين فيه طريقة أهل السنة في الباب بعيدا عن عقيدة التشبيه.

Comments are closed.